
اختبار جديد إلزامي لسائقي السيارات في السويد .. سوف يؤثر على 650 سائق في السويد
كشفت هيئة المرور والطرق في السويد عن توجه جديد يهدف إلى إلزام مئات الآلف من السائقين في السويد للخصوع لاختبار نظر جديد، وذلك بعد معطيات مقلقة تشير إلى أن عددًا ضخمًا من حاملي رخص القيادة لا يملكون مستوى الرؤية المطلوب للقيادة الآمنة. اللافت أن هذه المشكلة لا تقتصر على من يقودون دون نظارات طبية، بل تشمل أيضًا أشخاصًا يستخدمون نظارات أو عدسات، لكنهم لا يلبّون المعايير المعتمدة حاليًا.
ووفقًا لما أظهرته تقارير وبلاغات رسمية، فإن قرابة 650 ألف سائق في السويد يعانون من ضعف في النظر يجعلهم، من حيث المبدأ، غير مؤهلين للحصول على رخصة قيادة لو تم إخضاعهم لفحص نظر اليوم. ورغم ذلك، لا يزال هؤلاء يقودون مركباتهم بشكل قانوني، في ظل غياب أي التزام بإعادة فحص النظر عند تجديد الرخصة. هذا الواقع دفع مختصين وخبراء إلى التحذير من مخاطر متزايدة على الطرق السويدية.
سيسيليا بلوم هاسلغرن، من شركة الفحص الفني للسيارات بيلبروفنينغن (Bilprovningen)، عبّرت في تصريح لقناة TV4 عن قلقها من استمرار هذه الظاهرة، قائلة إن المقلق فعلًا هو أن الأرقام لا تنخفض مع مرور الوقت، بل تبقى مرتفعة بشكل مستمر، ما يعني أن المشكلة بنيوية وليست ظرفية.
وفي الوقت الراهن، تشترط هيئة النقل السويدية (Transportstyrelsen) أن تبلغ حدة الإبصار 50% في كلتا العينين للحصول على رخصة قيادة من الفئة B، وهي الفئة الأكثر شيوعًا. غير أن مختصين يرون أن هذا الشرط بحد ذاته منخفض، ولا يعكس واقع التحديات المرورية الحديثة.
اختبارات Synbesiktningen أظهرت أيضًا أن واحدًا من كل عشرة سائقين يعاني من رؤية ضبابية حتى على مسافة لا تتجاوز مترًا واحدًا. ومع ذلك، لا يوجد أي نظام يلزم السائق بإعادة فحص نظره بعد حصوله على الرخصة، مهما طال الزمن. المفارقة أن الرأي العام السويدي يبدو متقدمًا على التشريعات، إذ أظهرت الدراسة أن تسعة من كل عشرة أشخاص في السويد يؤيدون فرض فحص نظر إلزامي عند تجديد رخص القيادة.
وفي هذا السياق، أعادت سيسيليا بلوم هاسلغرن التأكيد على غرابة الوضع الحالي، مشيرة إلى أن السائق يُطلب منه إجراء فحص نظر مرة واحدة فقط عند التقدم بطلب الرخصة لأول مرة، ثم لا يُسأل عنها مجددًا طوال حياته كسائق. وأضافت أنها شخصيًا لم تخضع لأي فحص نظر منذ نحو 40 عامًا، معتبرة أن هذا الأمر يصعب تبريره منطقيًا في بلد يضع السلامة المرورية في صدارة أولوياته.
من جهته، يرى مختصون أن المخاوف مبررة، خاصة مع تقدم السائقين في العمر وتراجع القدرة البصرية بشكل طبيعي. وأوضح الخبير أويت تسفاماريام أن المتطلبات الحالية لحدة الإبصار للحصول على رخصة قيادة من الفئة B منخفضة أصلًا، محذرًا من أن فشل كل عاشر سائق في تلبيتها مؤشر خطير. وأضاف أن ضعف الرؤية قد يعني عدم القدرة على رؤية الإشارات المرورية أو المركبات الأخرى في الوقت المناسب، وهو ما قد يؤدي إلى حوادث كان من الممكن تفاديها بسهولة.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن السويد تقف أمام مفترق طرق تشريعي: إما الإبقاء على نظام يُتهم بالتساهل، أو الانتقال إلى نموذج أكثر صرامة يضع فحص النظر الدوري كجزء أساسي من مسؤولية القيادة، حمايةً للسائقين ولجميع مستخدمي الطريق.









